بســـم اللـــه الـــرحمـــن الـــرحيـــم
اخوانى واخواتى
لقد ضرب لنا الامجاد اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم اعظم المثل في الفداء والتضحية
حين باعوا نفوسهم رخيصه في الهدف السامي لرفع كلمة الله فكانوا للنبي القائد
المظفر صلي الله عليه السلام اطوع من بنانه :
(( فسوف يات الله بقوم يحبهم ويحبونه اذله علي المؤمنين اعزه علي الكافرين))
يتذللون للمؤنين ويعتزون علي الكافرين ( محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار رحماء بينهم)
نعم الصفوة الذين اختارهم الله لنبيه صلي الله عليه وسلم فلنستمع لضرب الطاعه والبطوله ،
يحدثنا التاريخ ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لما خرج لوقعة بدر الكبري استشار اصحابه في طلب العير او حرب النفير فسمع من المهاجرينما سر به واثلج صدره ولكنه عرض بما قد يستظهر به راي الانصار قائلا (اشيروا عاي ايها الناس) فوقعت هذه الكلمه من العربي الابي النطل المغوار سعد بن معاذ سيد الاوس موقعا هزته فقال كانك تريدنا يارسول الله ؟ قال (اجل) فقال سعد قد امنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق واعطيناك علي ذلك عهودا ومواثيق علي السمع والطاعة فامض يارسول الله لما اردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد ومانكره ان تلقي بنا عدونا غدا انا لصبر عند الحروب صدق عند اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا علي بركة الله .
هؤلاء القوم من المخلصين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه في السر والعلن ولم يمنعهم اخلاصهم ان يصارحوا الرسول قائدهم المظفر حتي في فعله فها هو الحباب بن المنذر رضي الله عنه ياتي الي النبي صلي الله عليه وسلم وقد نزل بادني ماء من بدر فيقول يارسول الله اهذا منزل انزلك الله تعالي لاتتقدمه ولاتتاخر عنه ام هو الراي والحرب والمكيده ؟ قال صلي الله عليه وسلم لا بل هو الراي والحرب والمكيده قال فان هذا ليس بمنزل فانهض بالناس يا رسول الله حتي تاتي ادني ماء من القوم فانني اعرف غزارة مائه ننزل به ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء فنشرب ولايشربون فقال النبي صلي الله عليه وسلم اشرت بالراي فنهض بالناس ونفذ راي الحباب فكان الحباب محل تقدير رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد اعطاه لواء الخزرج في هذه الموقعه .
ولم يضن هؤلاء الابطال بانفسهم واموالهم وفلذات اكبادهم في حب الله ورسوله واعلاء كلمة الله وجهاد في سبيل الله فها هو ابوبكر الصديق رضي الله عنه ينطلق الي ابنه عبد الرحمن ويدعوه للمبارزه ليقتله ، وكان اسن اولاده فيمنع النبي صلي الله عليه وسلم ابابكر ويهدا غضبه ويقول (متعنا بنفسك يا ابا بكر اما علمت انك مني بمنزلة سمعي وبصري ) حتي من الله علي عبد الرحمن فاسلم في هدنة الحديبية حقا ان هؤلاء الابطال تجردوا من الدنيا وزخارفها وباعوها رخيصه لله ولرسوله حين ناداهم القران
( ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله
فيقتلون و يقتلون وعدا علية حقا في التوارة والانجيل والقران ومن اوفي بعهده من الله).
وهذا سعد بن الربيع يضرب لنا مثلا رائعا في بذله للنفس رخيصه في سبيل الله غير مبال بالاخطار ولا الموت او تعلو كلمة الله وينال الشهادة في سبيل الله في وقعة احد لقد اخذ سيفه واوغل في العدو وقام باعمال بطوليه فائقه بهرت العدو فلما انتهت المعركة
قال الرسول صلي الله عليه وسلم وقد اعجب ببطولة الرجل
( من ينظر لي سعد بن الربيع افي الاحياء هو ام في الاموات ) فقال رجل من الانصار : انا انظر لك يا رسول الله فالتمسه فوجده طريحا جريحا بين القتلي وبه رمق وقد ضرب سبعين ضربةما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقال له ان الرسول يقرؤك السلام ويقول يخبرني كيف اجدك ؟ فقال علي رسول الله الصلاه والسلام وقل له ان سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما اجزي به نبي عن امته وقل له اني اجد ريح الجنه ، وابلغ قومي الانصار السلام وقل لهم ان سعد بن الربيع يقول لاعذر لكم عند الله ان خلص الي نبيكم صلي الله عليه وسلم ومنكم عين تطرف قال الرجل فلم ابرح عنده حتي مات رضي الله عنه فجئت الي رسول الله صلي الله عليه وسلم واخبرته خبره لم يكن سعد بن الربيع مهتما بمعالجة نفسه ليحي او بحياته ولانادما لما ناله من جراح اودت به للموت ، ولكنه فرح بالشهاده ، واستقبلها منشرح الصدر مسرورا وما خاطره الا الحرص علي حياة النبي صلي الله عليه وسلم ليؤدي رسالة ربه وهكذا سجل سعد تاريخا ناطقا بمداد من نور .
وماهذه البطولات من هؤلاء الابطال الا ايمان تغلغل في نفوسهم التي باعوها رخيصه لمرضاة الله ورسوله وجهاد في سبيل اعلاء كلمة الله عند الجهاد ولمثل هذا فليعمل العاملون ، ففي غزوة احد يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو رافع سيفه ( من ياخذ هذا السيف بحقه ) فيقوم رجل لياخذه فيمسكه عنه ثم يقوم الاسد المغوار ابودجانه قائلا انا اخذه بحقه يا رسول الله فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم
( حقه ان تضرب به العدو حتي ينحني ) فقال ابو دجانه : نعم اخذه بحقه فاعطاه اياه وكان علامة عند الحرب وهي عصابته الحمراء اذا اعتم بها علم الناس انه محارب فلما اخذ السيف من الرسول صلي الله عليه وسلم اخرج عصابته الحمراء فعصب بها راسه وجعل يتبختر بين الصفين فقال رسول الله صلي الله وعليه وسلم
( انها مشية يبغضها الله الا في مثل هذا الموقف )
وقاتل ابودجانه حتي اثخن في العدو وهكذا كانوا طيلة حياتهم والله نسال ان ينصر دينه ويعلي كلمته انه علي كل شئ قدير.
منقول من كتاب
(الحكمه والجواهر)
للشيخ / عبد الله احمد المسعود
